Tuesday, February 20, 2007

Nazek Saba Yared wrote

ستبقيــن معنــا

نازك سابا يارد
مي غصوب
كيف أصدق، مي، أنك أنت التي كنت تطفحين حيوية، وحياة، وحباً للحياة، لم تعودي بيننا؟
كيف أصدق أننا لن نرى بعد اليوم قامتك النحيلة الرشيقة، وجهك اللطيف السموح، ابتسامتك الخفيفة وأنت تلوحين بيدين ترافقان ما تقولين، ولن نسمع صوتك الرقيق يعلق على ما ترين وتسمعين؟
كيف كان عليّ أن أتصور أن لقاءنا منذ ثلاثة أسابيع في معرض صور الفلسطينيين في الشتات سيكون اللقاء الأخير؟!
تمرين في بيروت ليوم أو يومين وتصرين على مشاهدة كل ما يمت بصلة إلى الرسم، إلى المسرح، إلى الفن. أمرّ أنا في لندن ليوم أو يومين فتضحين بوقتك وعملك وتصرين على اصطحابي إلى معرض لوحات طريف. رغبة العطاء فيك كانت تأبى إلا أن تشرك الآخرين في كل ما تحبين. وخيالك الخصب لا يكفّ عن الإبداع: في الرسم، في المسرح، في الأدب. وتفاجئيننا كل مرة بإبداع جديد. تبدعين، وتشجعين إبداع الآخرين.
ولا يمكن أن أنسى تشجيعك لي على أن أتقدم لنيل جائزة الأمير كلاوس. حركة دائمة، فضول دائم، تشجيع دائم؛ حس مرهف، محبة مخلصة، ذوق رفيع، أمنَ المعقول أن يختفي هذا كله في لحظة؟! كلا، لا يختفي. لن تختفي لوحاتك، ولا مسرحياتك ولا كتبك.
وأهم من هذا كله، لن يختفي ما تركته في أصدقائك ومحبيك من تأثير وذكريات. هذا هو معنى خلود الإنسان. وبهذا المعنى ستبقين معنا، يا مي. فأنت لم ولن تموتي.

No comments: